مكالمة هاتفية تكشف حقيقة هل الطعام إدمان؟ | أكاديمية الدكتور مازن السقا
مكالمة هاتفية تكشف حقيقة هل الطعام إدمان؟

مكالمة هاتفية تكشف حقيقة هل الطعام إدمان؟

القسم : الصحة و التغذية 29 يونيو 2025
مشاركة


موسم : كيف تسأل؟


في إحدى الزيارات لعيادة الدكتور مازن وبينما نحن نتحدث رن هاتف الدكتور....

الصوت على الهاتف: مرحبا دكتور مازن، أريدك أن تنقذني من حيرة كبيرة.


دكتور مازن: ماذا هناك، تفضل بالقول؟


لقد استشرت أطباء ومتخصصين كُثر وحصلت على أجوبةٍ متناقضةٍ ومختلفةٍ وأنا الآن في حيرة، ولا أدري ما الصواب.

دكتور مازن: حسناً، اهدأ قليلاً ... أخبرني ما السؤال الذي تبغي إجابته؟


الصوت على الهاتف: هل الطعام أو الأكل إدمان؟

وهنا تراجع الدكتور قليلاً وتمتم: آهاااا....

تابع الحديث على الهاتف قائلاً:


من الطبيعي يا عزيزي أن تحصل أجوبة متناقضة لأن صفة السؤال غير سليمة، وعليها سيحدث الكثير من التناقضات والأجوبة المتباينة التي ستزيدك حيرة.

والآن حتى أجيبك على سؤالك دعني أوضح لك شيئاً مهماً.

هناك مصطلح مهم في مجالنا وهو "الإدمان" ويجب أن نعرف مفهومه حتى نتمكن من صياغة سؤالنا بشكلٍ دقيق لأن تحديد السؤال نصف معرفة الجواب الصحيح.


الإدمان هو حالة إذا توفرت فيها هذه الثلاث شروط نسميها إدمان.

الصوت على الهاتف: وماهي الثلاثة شروط.


دكتور مازن:

أولاً: الإفراط في تناول أكل معين.

ثانياً: الاستمرارية في تناوله.

ثالثاً: فقدان السيطرة أو عدم القدرة على التوقف.


وعليه نقول أن هذا الأكل إدمان.


الصوت على الهاتف: وغير ذلك ماذا نسميه؟


دكتور مازن: أي حالة أخرى قد تكون اعتمادية جسدية مثلاً: في غياب هذا الشيء أشعر بتعب أو اعتمادية نفسية حيث في غياب هذه الوجبة أصبح شخصاً عصبياً.

رد متسائلاً: دكتور مازن بناء على ذلك ما هي الأطعمة التي قد تسبب إدمان وما هي الأطعمة التي لا تسبب الإدمان؟؟


دكتور مازن:

أغلب الأطعمة المنتشرة اليوم هي عبارة عن "fast food" وجبات سريعة وهي تخضع للشروط الثلاثة التي تحدثنها عنها.

أولاً: لو تساءلنا هل هناك سيطرة في تناول الوجبات السريعة؟


لا/بل هناك إفراط في تناولها.

ثانياً: هل هناك رغبة في الاستمرارية على تناول الوجبات السريعة؟

لا/بل هناك رغبة شديدة في الاستمرارية.


حيث يعرف الشخص أنها تسبب تخمة ومشاكل أخرى ومع ذلك يستمر ويقول عنها طيبة...


وثالثاً: هل يستطيع التوقف عن تناول الوجبات السريعة؟

لا/ بل هنا عدم القدرة على التوقف ونلاحظ عندما نقدم له أصناف أخرى من الطعام لا يريدها مثل الملوخية بل يتوقف عن تناولها ويتجه للهامبورجر .

الصوت على الهاتف: ولكن ما سبب إدمان الأكل؟

دكتور مازن: لأنه اشترك في هذه الوجبات السريعة أربعة مكونات تتفاعل مباشرة مع مراكز في الدماغ تسمى "مركز المكافأة" وهذه المكونات هي:


1. السكر

2. الملح

3. الزيت المهدرج

4. الحرارة



الصوت على الهاتف: وكيف يحدث ذلك؟


دكتور مازن: تشكل هذه المكونات مدخلات في معادلة كيميائية وهي:





الآن نجد أن هذا المنتج توفر فيه شروط الإدمان ، و الدليل عندما نخير هذا الشخص ليتناول وجبة بامية أو فاصوليا بدلاً من هامبورجر أو الشنيتسل فإنه يرفض.

وهذا يا عزيزي أحد أنواع الأطعمة..

الصوت على الهاتف: حدثنا عن النوع الآخر.


دكتور مازن:

النوع الآخر مثل: الخضروات، والفاكهة بكل أنواعها، والطبخات، والأرز بكل أشكاله (مقلوبة، برياني، كبسة، وغيره).

والآن نأتي للسؤال...



هل تسبب هذه الأطعمة عند تناولها رغبة في عدم التوقف؟

وهل توجد رغبة ملحة لهذه الأصناف، مثلاً: هل نقول إذا لم آكل تفاح اليوم يصيبني صداع أو إذا لم أتناول كبسة يصيبني هوس؟

لا يوجد، لهذا يا صديقي العزيز يجب أن تكون صيغة السؤال الصحيحة كالتالي:


ماهي الأصناف وما هي الشروط التي إن توفرت في الأكل تسبب إدمان؟


ونلاحظ الآن الفرق الشاسع بين صيغة السؤالين.


والشاهد يا عزيزي من كل هذا الحوار أن لا نخضع لإدمان الطعام ويجب أن نبتعد ونلتزم بالقواعد البسيطة لنتجنب أن تتحول لمدمن أكل.

ونلتزم دوماً بالابتعاد عن مثلث برمودا حتى لا ندخل في متاهة الإفراط في الأكل.








انتهت المكالمة وقد تكونت لدي الآن وجهة نظر جديدة عن إدمان الطعام.





الأسئلة (0)

مشاركة

شارك هذا المنشور مع الآخرين

icon-whatsapp